فوز ترامب وتبعاته الإقتصادية والسياسية في أمريكا والعالم

فؤاد الحليمي العلمي.



هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية في حكومة جورج بوش والتي انهزمت في الانتخابات الأمريكية الأخيرة  قالت: "لقد كنت أول من هنأ دونالد ترامب، وعرضت العمل معه ودعمه وهذا من أجل الصالح العام و بلادنا أمريكا التي نكن لها كل الحب والامتنان." "آمل أن يكون رئيسا ناجحا نيابة عن جميع الأميركيين." "أنا آسفة أنني لم أفز في تلك الانتخابات .. لكننا نتشارك نفس القيم والرؤية لهذا البلد. وأشعر بالفخر والامتنان لأنني أرى بلدي أمريكا في الطريق الصحيح.

وأضافت هيلاري "أنت أفضل ممثل لأمريكا" في إشارة إلى دونالد ترامب.
المرشحة الديمقراطية عقدت علاقة جيدة مع ترامب، بعد أن كانت السيدة الأولى التي تتنافس معه للحصول على منصب رئاسة الدولة.. ويأتي هذا بعد انتخابها كأول عضوة في مجلس الشيوخ في ولاية عام 2000. كما مثلت في وقت لاحق الدولة بين عامي 2001 و2009، عندما أصبحت أصغر سيناتورة أمريكية.


لكن خلال خطابها القصير والذي تأخر أكثر من ساعة مباشرة بعد إعلان ترامب فوزه فقد أكدت هيلاري: '' إن التجار في وول ستريت كانوا يترقبون ومشاعرهم محبطة بعد هزيمتي  الكارثية وقد تركت صدمة واضحة جدا على محياهم. بل إن الكثير من المتداولين في البورصة سحبو أسهمهم مباشرة بعد فوز ترامب. حيث استهلت بورصة نيويورك يومها على وقع الانخفاض في الأسهم والمبادلات التجارية.. لكن كل هذه التخوفات من شبح ترامب كانت خاطئة ولا شك أنه الآن يبلي بلاء حسنا وفي الطريق الصحيح."

ففي ذلك اليوم كانت الأرض تهتز بأصوات الاستهجان والهتافات المدوية ساخرة من هيلاري "الخاسرة" في الانتخابات، وهكذا كان الموظفون والمواطنون يعبرون عن مشاعرهم الحقيقية للمرشح الرئاسي السابق باراك أوباما الذي فشل في ترجمة أقواله إلى أفعال على الأرض. وقضى ولايته الانتخابية كلها في الوعود الفارغة.

في وول ستريت كان الكل يهتف بإسم ترامب وينعت الرئيس السابق بعبارات من السب الشتم. وعمد بعض المتظاهرين إلى مناداة باراك أوباما ب "الكذاب" والمنافق. وهكذا قضوا الأمريكيون يومهم يهتفون ويهللون في ذلك اليوم المشؤوم.

وبعد ذلك جاء الخطاب الموعود خطاب الرئيس الجديد دونالد ترامب الموجه للشعب الأمريكي والذي بث مباشرة على شاشات التلفزة، حيث بدأ ترامب يلوح يمينا ويسارا بالتهديدات والتعهدات التي رأى فيها البعض على أنها متطرفة وعنصرية.

وهكذا بدأت أسهم المداولات بالانخفاض مجددا إلى أدنى مستوياتها منذ عقود حيث وصل الانخفاض في بورصة نيويورك و وول ستريت وأسواق المال الأخرى إلى أكثر من 3%. وجاء هذا الانخفاض نتيجة تخوف أصحاب المال والأعمال الأجانب من تبعات تهديدات ترامب على مصالحهم داخل الولايات المتحدة. أما بالنسبة لأصحاب النفوذ ورجال الأعمال الأمريكيين فقد كانت فرحتهم عارمة بعد فوز زميلهم الملياردير ترامب حيث بدأ المتداولون ينشدون معا أغنية: “Ding dong, the witch is dead”.. "دينغ دونغ، الساحر مات " في إشارة إلى الرئيس السابق باراك أوباما.

وكقراءة لما حدث خلال الإنتخابات الأمريكية خلص بعض المحللين إلى أن  الشعب الأمريكي صوت عقابيا لصالح المرشح الجمهوري دونالد ترامب. وتوالت بعد ذلك ردود الأفعال الدولية والشعبية من داخل الولايات المتحدة ومن جميع بقاع الأرض, تلتها مظاهرات منددة بفوز ترامب وخوفا من تنفيذ الرئيس الجديد تهديداته..

وهكذا مر ذلك اليوم المشؤوم على أمريكا والعالم. وأصبح الصغير والكبير يعرف ترامب حتى في القرى النائية من جمهوريتي إيران وباكستان ودول العالم الثالث.

Comments