حركة 20 فبراير .. الذكرى الأليمة

فؤاد الحليمي العلمي.



     شاء القدر أن يكون شهر #مارس مميز بالنسبة لي..  ففي هذا الشهر أتيت إلى هذا العالم  وفي نفس الشهر من سنة 2011 وما أدراك ما 2011! .. وفي عز غليان الشارع المغربي الذي كان يطالب آنذاك بمطالب ثقيلة الكل يعرفها .. وفي الوقت الذي كان الشعب يصرخ بصوت واحد في وجه النظام الحاكم مطالبا برفع الظلم والحكرة والقهر عنه .. تم اعتقالي بمعية أحد الأصدقاء والذي ينحدر من منطقة #تاهلة إقليم تازة  بطريقة أقل ما يمكن أن أقول أنها عملية إختطاف .. حيث قامت عناصر التدخل السريع بجرنا إلى السطافيط والإعتداء علينا بالضرب وتكرفصو علينا مزيان من بعد أن قام احد العناصر بزي مدني بتجريدي من هاتفي المحمول وتحطيمه أشتاتا على الأرض بتهمة أنني كنت أصور المظاهرة بالفيديو .. وبعد أشواط من السب والشتم بجميع الالفاظ القبيحة داخل السطافيط تم إرسالنا إلى ولاية الأمن نسيت الإسم بالضبط –دار الدبيبغ على ما أظن- وهناك بدأ التسخسيخ القاصح.. 
   عند وصولنا إلى المركز كانت الدنيا عامرة بالمعتقلين ومن بينهم أجانب وكانت الأجواء صاخبة بالداخل .. هناك كانت بداية النهاية حيث أنني وقبيل سويعات قليلة كنت (((مواطن))) عادي أتمتع بحقي في الحرية النسبية طبعا أما الآن فأصبحت معتقل ومتابع في قضايا كبيرة جدا.. ما يزيد عن 30 تهمة من بينها الإخلال بالنظام العام وتهم ثقيلة أخرى لا داعي لذكرها .. المهم وبعد مروري لدى خمسة محققين بكثير من الأسئلة والإستنطاقات المستفزة ولأزيد من 3ساعات من التحقيق والإبتزاز لدرجة أنني لم أعد أقوى على الكلام، واحمر وجهي وازدادت دقات قلبي، وكنت كنشوف فيها سنين عديدة من السجن لا سيما وأن التهم اللي لسقولي كانت مفخخة وثقيلة جدا..
   لم أستطع الصبر على ذلك الظلم الكبير فبدأت بالبكاء خاصة وأنني قضيت ساعات من الكلام والدفاع عن نفسي بنفسي طبعا .. ورغم كل الإستفزازات ومحاولات إلصاق التهم التي أنكرتها جميعها في جميع مراحل الإستنطاق .. في بعض اللحظات كنت أصرخ بأعلى صوتي لأنني لم أعد أطيق تلك الضغط الكبير .. توقف المحقق عن الأسئلة لوهلة وأعطاني كاس من ماء وقالي "ارتح شويا عاد نكملوا".. المهم تلك اللحظات عمري نساها.. من بعد سولني سؤال غريب "شنو كيجيك #الحليمي ؟" جاوبتو  بكل ثقة "عمي!" فقال "عيطلوا فالتلفون" قلتلو "هرسولي التلفون ملي شدوني".. بقا ساكت ومن بعد قالي "فهاد الحالة والله مكاين اللي يعقل عليك .. وخا يكون عمك هو الوزير الأول!" 
    كانت الساعة تشير آنذاك إلى الثانية عشر ليلا قالي "سير اغسل وجهك".. مشيت ورجعت جلست على الكرسي وأخيرا قالي"هاهو المحضر ديالك" وقطعو أمام عيني ولاحو فسلة المهملات وقالي "سير فحالك" .. داك الساعة عاد رجعت فيا الروح .. وباش نكملها قلتلو إلا كان ممكن تعطيني "Carte SIM" .. قالي سير دبا ومن بعد ارجع ليها إلا كانو جابوها غادي تلقاها عند السي محمد –المحقق الأول- وأضاف ماشي معقول يهرسولك التلفون ديالك ! المهم دبا الله يسامح سير الله يعاونك.. 
   خرجت من الكوميسارية وأنا أردد في نفسي "الحمد لله .. الحمد لله" 
   علاش..؟؟؟ لأنها #معجزة والله إلا معجزة واللي كانو حاضرين في #20فبراير بمدينة فاس غادي يفهموني مزيان .. لأن  بزاااف ديال ولاد الشعب فحالي شدوهم فداك الوقت .. والتالي اللي ما دار والو ضرب فيها ستة أشهر د الحبس ومنهم الكثيرين من ولاد #تاونات! المهم اللي قرا هاد المنشور غيفهم قصدي مزيان .. من بعد طلعت للدار مبغاش يديني النعاس وفالصباح بكري هزيت صاكي ومشيت لغفساي.. 
   أقسم لكم أخوتي أنني دوزت أزمة نفسية حادة وعانيت في صمت لدرجة أنه دوزت تقريبا أسبوع مكانش كيجيني النعاس فمرة .. وملي بقيت كنعس كنت كنحلم كوابيس من قبيل "مشدود فالحبس" ولا "البوليس تابعيني" ووو.. كنت كنحاول نسا تلك المشاهد اللي شفتها وعشتها ذلك اليوم المشؤوم في الطبيعة بمقدمة جبال الريف إما بالذهاب إلى الغابة أو الصعود إلى قمة الجبل .. وحتى دارنا نجحت في إخفاء تلك القضية عنهم وإلى يومنا هذا حتى واحد من أفراد العائلة أو الأصدقاء ما عارف شي حاجة بخصوص الموضوع، كولشي داز فسرية تامة.. من غير الطلبة اللي كانو ساكنين معايا وكلهم من #تاهلة إقليم تازة وبعض الأصدقاء اللي اكتشفو الموضوع من بعد .. المهم عانيت في صمت ولم أكن أصدق نفسي أنني خرجت منها بخير وعلى خير.
   ودازت ليام وهدأ الشارع وكل واحد رجع لدارو .. ومن بعد صوت المغاربة بنعم #للدستور .. وكولشي كان ضاحك وناشط وعاجبوا الحال .. المهم الناس صفقو وفرحو ودارو #انتخابات و #بنكيران نجح وأصبح رئيس الحكومة .. وهاهي دبا 6 سنوات مضت منذ ذلك الحين ولا شيء تغير في هاد البلاد من غير تغيير بعض الوجوه أما الحالة العامة بقات هي هي  .. يعني تقولبتو المغاربة وهزيتو أكبر قالب.. وداكشي اللي كنتو باغيين تحيدوه مزال كيكبر ويتقوى أكثر فأكثر .. وهذا ما يؤلمني كثيرا وما دام الوضع بهذه الحال #لن_أصمت أبدا!

Comments