النزاع في سوريا ومأساة الطفولة

رانية عيوش




إختتم سفير اليونيسف للنوايا الحسنة، ليام نيسون، زيارته إلى الأردن هذا الأسبوع والتي استغرقت يومين، إصطحبه فيها إبنه الأكبر، مايكل، حيث التقى نيسون بالأطفال والشباب السوريين وأسرهم، وقد تأثرت حياة هؤلاء جميعا وبشكل كبير، بسبب النزاع الذي أوشك على دخول عامه السادس.
"لكل شخص قصة تتحدث عن خسارة وفقدان، وعلى ما شهده من أحداث مروعة لا ينبغي لأحد أن يشهدها، وخاصة الأطفال"، قال نيسون يوم الإثنين الفائت، بعد زيارته لمخيم الزعتري قرب الحدود السورية. "أقدر القوة التي يتمتع بها الأطفال الذين التقيتهم، وذاك البريق المشع في عيونهم، خاصة الفتيات. يريدون أن يصبحوا أطباء ومحامين ورجال شرطة ومهندسين، كي يبنوا وطنهم حين يعودون إلى سوريا. الأثر العميق للتعليم عليهم، يثلج الصدر. لن أنساهم أبدا."



قام الممثل الحائز على جوائز عالمية عديدة، بزيارة مخيم الزعتري للاجئين، حيث التقى بالفتيات والفتيان في مدرسة تدعمها اليونيسف وفي مركز "مكاني" الذي يزود الأطفال والشباب بالتعليم وبالخدمات النفسية الإجتماعية، وبما هو أهم من ذلك، إذ يمنحهم الإحساس بطبيعية الحياة لأشخاص باتت حياتهم كل البعد من أن تكون طبيعية. كذلك، قام نيسون بزيارة عائلة سورية في مأوى من غرفتين هما بمثابة بيت لخمسة أفراد. وضع العائلة مشابه لوضع الكثير من العائلات التي قدمت إلى الأردن أو إلى دول أخرى من دول الجوار، بعد أن نفذ ما أحضرته معها هذه الأسر من مال قليل كان لديها، مما يجعل حياتهم تزداد صعوبة مع الوقت.
"قدوم نيسون للقاء الأطفال والشباب وهم في حالة الضعف نتيجة تأثرهم بأزمة اللجوء السورية في الأردن، كان أمرا رائعا" قال ممثل اليونيسف في الأردن روبرت جينكينز. "نحن ممتنون لالتزام نيسون في مساعدتنا كي نرفع عاليا صوت ملايين الأطفال واليافعين السوريين الذين لا يزالون يحافظون على الصمود والأمل بشكل لا يصدق، رغم طول أمد الصراع."



مخيم الزعتري، والذي يأوي حوالي 80،000 لاجئ، هو أكبر مخيم للاجئين السوريين في العالم، ويقع على مسافة قريبة من الحدود السورية. تقوم اليونيسف وشركاؤها بتزويد اللاجئين بالدعم اللازم لإنقاذ حياة هؤلاء اللاجئين من خلال تقديم اللقاحات والأدوية والمياه الصالحة للشرب والصرف الصحي، وكذلك توفير فرص التعلم وكسب المهارات المستقبلية للأطفال وللشباب على حد سواء.

Comments